ألواح-طاقة-شمسية-في-ريف-درعا-الشرقي

تشهد محافظة درعا انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي. حيث ارتفعت ساعات التقنين إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، فمن أصل خمس ساعات قطع ساعة وصل، يتخللها انقطاعات تصل قرابة الـ 10 مرات، مما سبب شلل تام لكافة أنشطة المواطنين، وزاد من معاناتهم.

بعد أن وصلت أزمة الكهرباء الى ذروتها، وألقت بظلالها على كل مناحي الحياة. نتج عن ذلك العديد من الآثار السلبية، على الدخل اليومي لأصحاب المحلات وخاصة الحرفيين، وعلى الحركة العامة للأسواق، وتسبب بعرقلة الأعمال اليومية، وقلص ساعات العمل، وحمّل المواطن أعباء اقتصادية إضافية، خاصة مع ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، التي باتت ضرورة ملحة لتسيير كافة الاعمال اليومية.

إقرأ أيضًا: واقع التيار الكهربائي في درعا في أسوأ أحواله، ومدير شركة الكهرباء: المحطات تلبي جميع احتياجات المحافظة!

(أبو صالح – 40 سنة) صاحب محل لتركيب الألمنيوم يقول في حديث مع مراسل درعا 24، “لقد زادت الانقطاعات عن حدها، وبلغت حد اللامعقول ، فنحن نتجرع التعب، ونعاني من المشاكل التي يخلفها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، الذي أثّر سلباً على عملي، لأنه يعتمد بشكل كلّيّ على الكهرباء من أجل تشغيل الآلات لقص وتركيب الألمنيوم، إذ ليس بمقدوري أبداً شراء مولدة كهربائية، بسبب ارتفاع سعرها بشكل كبير، إضافةً لارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيلها.

ويضيف قائلاً، “لقد تراجع عملي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بسبب تأخري الدائم بتسليم الورش لأصحابها في الوقت المحدد، بسبب الانقطاع المتكرر ‏للكهرباء، التي قيدت عملي، وأدت إلى تراكم الأعمال. فقد أصبح الزبائن يبحثون عن المحلات التي تمتلك مولدات كهربائية، تمكن صاحبها من متابعة عمله والالتزام بالتسليم بالوقت المحدد، فليس هناك ما أستطيع قوله غير أن الانقطاع  ‏الدائم للكهرباء حال حياتنا الى بؤس دائم”.

 ‏ سبّبتْ مشكلة انقطاع الكهرباء وعدم تواجدها احياناً واقعاً أليماً للأهالي، إذ ليس بمقدورهم شراء مولدات كهربائية، ‏بسبب ارتفاع ثمنها. حيث يتراوح سعر المولدة الكهربائية بين 300 – 900 دولار أمريكي، حسب الحجم والنوع. كما انهم ‏يعجزون أيضاً عن شراء بطاريات للإنارة ليلاً، اذ أن تكلفة البطارية ومستلزماتها تصل لقرابة 500 ألف ليرة سورية على الأقل، ولكنهم مضطرين لشراء تلك المستلزمات، من أجل الحصول على جزء بسيط من الانارة داخل ‏المنزل، التي تعد أفضل الحلول على الرغم من أن أسعار البطاريات ارتفعت بمعدل عشرة أضعاف تقريباً.

إقرأ أيضًا: الزامل: لو كل عائلة استخدمت الكهرباء بادراك لتم إلغاء التقنين

 ‏تختلف أسعار ‏البطاريات حسب النوع والحجم، حيث رصدت درعا 24 سعر البطارية 100 أمبير من نوع عماني   69 دولار أمريكي، والبطارية 150 أمبير عماني أيضاً ‏107 دولار. أما البطارية 210 أمبير من نوع هندي أمبوبي 250 دولار، والبطارية 230 أمبير هندي أمبوبي 290 دولار. 

 ‏وأمّا “الليدّات” الخاصة بالإنارة على البطارية، فيتراوح سعرها ‏بين 4000 – 3500 ليرة سورية، حسب اللون والنوع. أمّا أسعار الشواحن فتتراوح بين 15 – 25 دولار أمريكي.

 ‏‏هذا ويشتكي الأهالي ‏من رداءة البطاريات الموجودة في الأسواق، إذ أنّ مدة صلاحيتها لا تتجاوز الستة أشهر وأحياناً أقل من ذلك. وهناك آثار سلبية ناجمة عن استخدامها، وسوء تخزينها من قبل التجار الذين يعتمدون أنواعاً رديئة غير صالحة للاستخدام ‏أكثر من أشهر قليلة.

 ‏‏أحد سكان الريف الشرقي لمحافظة درعا يؤكد بأن البطارية التي استخدمها في ‏المنزل للإنارة انفجرت بشكل مفاجئ، مما تسبب بإصابة أفراد أسرتي بهلع وخوف شديدين. ويصف الانفجار “اعتقدت أنه قصف أصاب منزلي. ‏موضحاً، بأنّ الحادثة لم تخلف أي إصابات بشرية، لأنهم كانوا بعيدين عن مكان البطارية، فالأضرار و-الحمد لله- ‏كانت مادية”، أضاف بأنه اضطر لبيع أشياء ثمينة من أجل شراء تلك البطارية ومستلزماتها التي وصلت إلى أكثر من 700 ‏ألف ليرة سورية. واليوم هو بحاجة لترميم ما دمرته البطارية. إضافةً إلى شراء بطارية جديدة، من أجل الانارة ليلاً.

 ‏تستمر المضاعفات التي أوجدها انقطاع التيار الكهربائي، الامر الذي زاد من معاناة أهل درعا، وبات هاجساً يؤرقهم ويعكر صفو حياتهم، ويُحمّل الأهالي الحكومةَ مسؤولية الأوضاع التي يتكبّدها المواطن كل لحظة، جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي أدت الى العديد من الأعطال في الأجهزة الكهربائية المنزلية، لتصبح واحدة من أشد ‏فصول المعاناة، التي يعيشها سكان درعا. آملين إيجاد حلول مناسبة للتخفيف من معاناتهم، في ظل هذا الغلاء الفاحش.

https://daraa24.org/?p=17248

Similar Posts