اليوم العالمي لوقف عمالة الأطفال

يحلّ اليوم 12 حزيران/ يونيو، الذكرى السنوية لليوم العالمي لوقف عمالة الأطفال، وما تزال سوريا تعاني من أزمات متنوعة. إذ يشكل واقع عمالة الأطفال تحدياً يستدعي التصرف بشكل جاد ومستدام، لحماية هذه الشريحة الضعيفة وتأمين مستقبلها.

ويواجه الأطفال في محافظة درعا كبقية الأطفال السوريين تحديات كبيرة، تؤثر بشكل كبير على حياتهم ومستقبلهم، حيث يعانون من ظروف صعبة، ويضطرون إلى العمل في سن مبكرة، بدلاً من الحصول على التعليم والاستمتاع بطفولة آمنة وسعيدة. ويقع كثيرٌ ضحية التشرد والاستغلال.

في هذا الصدد يقول أحد المدرسين من أبناء الريف الشرقي من درعا: “يعتبر التعليم  أحد أبرز الحلول الفعالة لمكافحة عمالة الأطفال في محافظة درعا. ويجب أن تعمل الحكومة والمؤسسات التعليمية على توفير فرص تعليمية مجانية ونوعية للأطفال المتضررين، وضمان حقهم في الالتحاق بالمدارس والحصول على تعليم ملائم يساعدهم في بناء مستقبلهم”.

ويضيف، ويجب أن تستثمر السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية في برامج التوعية والتثقيف للمجتمع، بهدف زيادة الوعي حول أضرار عمالة الأطفال وأهمية حماية حقوق الطفولة.

إقرأ أيضاً: مشكلة عمالة الأطفال في درعا، مقاربة للحل

وحسب تقرير صادر عن منظمة اليونسف بين عامي 2019 و2020 فإن حوالي مليونين ونصف المليون طفل سوري متسربون من المدارس، و750 الف طفل سوري في الدول المجاورة لا يذهبون الى المدارس وسط غياب احصائيات دقيقة عمّن توجه منهم إلى سوق العمل، وفي آذار 2022 نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف تقريراً بينت فيه أن أكثر من 6,5 مليون طفل في سوريا بحاجة للمساعدة.  

بدوره يعلق الناشط الاجتماعي (م. خ) «أنه يجب أن تعمل المنظمات الدولية والمجتمع الدولي على تقديم الدعم والمساعدة لمحافظة درعا والأطفال المتضررين. وينبغي أن يتم توفير التمويل اللازم لتنفيذ برامج حماية الطفولة وتأمين الموارد الضرورية لتحقيق تغيير إيجابي في حياة الأطفال».

ويتابع «بأنه ينبغي تعزيز القدرات وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين تضرروا جراء الأحداث السورية، فهم بحاجة إلى الرعاية والدعم للتعافي من تجاربهم الصعبة.

إقرأ أيضاً: معالجة مشكلة عمالة الأطفال، منطقة شمال غرب سوريا أنموذجاً

 فمن الضروري توفير برامج الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية التي تلبي احتياجاتهم الأساسية، وتساعدهم على التعافي، إضافةً لتعزيز الشراكات المحلية والدولية لدعم محافظة درعا، في مكافحة عمالة الأطفال. وينبغي على المنظمات الدولية تنفيذ برامج الحماية والتأهيل للأطفال المتضررين. وأن تستهدف هذه البرامج الأطفال الأكثر تأثراً وتوفير الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم».

فيما تقول أم أحمد من ريف درعا الغربي، والتي فقدت زوجها بسبب القصف، وهي أم لطفلين غادرا المدارس منذ سنتين، ويعملان حالياً في أعمال يومية في الزراعة: “لا يتم توفير أي دعم للأسر المتضررة من الحرب مثلنا، وظروفنا المعيشية هي التي تجبر أطفالنا على العمل وترك المدرسة”. 

وأما الصحفي محمد. ي، يقول في هذا الشأن بأنه ينبغي أن تعمل وسائل الإعلام المحلية المختصة بشؤون محافظة درعا، على نشر الوعي حول مشكلة عمالة الأطفال، وأثرها السلبي على المجتمع. وأن تلعب دوراً فاعلاً في تسليط الضوء على حالات الاستغلال، والتحريض على اتخاذ إجراءات حازمة للحد من هذه الظاهرة المدمرة.

وختم حديثه بأنه يجب على السلطات القيام بواجباتها والالتزام بدورها في مكافحة هذه الظاهرة والإقرار بأن ذلك واجب ملزمة به، وليس مِنَّة أو مكرمة. لافتاً إلى أن تحقيق درعا خالية من عمالة الأطفال، يتطلب التزاماً قوياً من جميع المجتمعات والقطاعات.

الرابط: https://daraa24.org/?p=31269

Similar Posts