تل الجابية هو موقع أثري يقع غرب مدينة نوى في الريف الغربي من محافظة درعا، ويحظى بمكانة تاريخية قديمة في عصر دولة الغساسنة وفي العصر الإسلامي، وكان في ذات الموقع ومحيطه مدينة قديمة، اندثرت منذ زمن بعيد، وكانت تُسمّى ’الجابية‘، ولم يبق من آثار هذه المدينة سوى التل، الذي تُحيط به مزارع عدّة وبساتين ومساحة واسعة من الأحراش.
كانت الجابية عاصمة دولة الغساسنة وكان يقطنها الحارث بن جبلة آخر ملوك تلك التي حكمت أكثر من أربعة قرون من 220 إلى 638 للميلاد. وعلى تل الجابية عقد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب مؤتمر الجابية بعد معركة اليرموك في العام الخامس عشر للهجرة و 636 للميلاد، وعليه أيضاً تم انتقال الخلافة الأموية من الأسرة السفيانية إلى الأسرة المروانية، وفيه أيضاً عقد مؤتمر الصلح الذي عقده بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية المونوفيسية (السريان والأقباط) في عهد بطرس ودوميان.
وجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي، أن الجابية تقع بالقرب من نوى وهي من أرضها، يقع جانبها تل يسمى باسمها، وباب الجابية بدمشق منسوب لها، كما سُميت أيضاً جابية الملوك. وفقاً لباحثين ولغويين، فيرجع تسمية الجابية إلى جباية الماء أو مورد الماء أو الحوض لكثرة مياهها، وأيضاً جماعة القوم واجتماع الناس بها.
يُعدّ تل الجابية مخروطاً بركانياً تظهر على أطرافه الصبات البازلتية، أرضه وعرة، يرتفع عن سطح البحر /710/م، ويلاحظ في أعلى قمته فوهة البركان المنخفضة، التي أصبحت بحيرة ماء صغيرة، ويحوي قمتين شرقية وغربية، تشرفان على سهل الجيدور كاملاً.
يعتبر هذا التل في يومنا الحالي نقطةً عسكريةً، حيث تتمركز فيه قوات تابعة للجيش السوري، وجرت عليه وفي محيطه معارك شرسة بين الجيش وفصائل محلية من أبناء المنطقة، وبعضها إسلامية، وقُتل في تلك المعارك العشرات من أبناء المنطقة، وكانت قوات الجيش في تلك المعارك وقبلها تقصف بالمدفعية والصواريخ العديد من القرى والبلدات.
الرابط: https://daraa24.org/?p=34116
