جمع التبرعات في أحد المساجد في مدينة جاسم
جمع التبرعات في أحد المساجد في مدينة جاسم

“أرقام غير متوقعة”، هكذا وصف الأهالي وأحد القائمين على حملة “كُنْ بلسماً” لشبكة درعا 24 المبالغ التي جُمعتْ لصالح مشفى مدينة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، الّذي يُقدّم خدماته لصالح الأهالي في بلدات منطقة الجيدور عامّة. من مدينة جاسم وحدها جمع الأهالي مليار ونصف المليار ليرة سورية، ومن الحارة 269 مليون (وما تزال الحملة فيها مستمرة)، ومن نمر 570 مليون، ومن إنخل 210 مليون، ومن زمرين 60 مليون، والعالية 44 مليون، وجدية 20 مليون. 

انطلقتْ الحملة بهدف شراء جهاز لغسيل الكلى لصالح المشفى للتخفيف من معاناة المرضى في التوجه لمناطق أخرى، بعد أن تبرع أحد أبناء مدينة جاسم وحده بجهاز واحد لغسيل الكلى، قبل عامين، لكن لم يتم وضع الجهاز في الخدمة لعدم وجود جهاز آخر، احتياطي، وهو شرط طبّيّ لإجراء غسيل الكلى. اليوم بعد توسع الفزعات تجاوزتْ التبرعات كل ذلك، وسيتم استثمار الأموال في تطوير أمور أخرى في المشفى.

AD 4nXcOj3OmlK pYkyY6fUXlx7
مشفى مدينة جاسم

ما أهمية الحملة؟

تحدثتْ شبكة درعا 24 إلى ابن مدينة جاسم الدكتور “أحمد صالح الحلقي” أحد القائمين على حملة “كُنْ بلسماً”، الذي أكد أن التجاوب كان ممتازاً. لافتاً إلى أنّ الهدف الأساسيّ من الحملة هو التخفيف من معاناة المرضى في الذهاب لمناطق بعيدة لإجراء عملية غسل الكلى، حيث يتعرّضون للتعب الشديد، وإجهاد الانتظار الطويل على الدور.

وأشار الطبيب إلى خطورة الطريق عند العودة ليلاً من المشافي البعيدة، حيث يتعرض المرضى لجهد غاية في الصعوبة عند الغسيل في مناطق بعيدة. مُستذكراً حادثة وقعت لأحد المرضى قبل عامين، حيث تُوفي أحد المرضى نتيجة تعرض سيارة تقلّه مع مرضى آخرين لقطاع طرق، خارج مدينة جاسم.

كما أفاد الطبيب بأن قسم غسيل الكلى في مشفى مدينة جاسم متوقف عن العمل منذ أكثر من 13 سنة، وبات من الضروري إعادة تشغيله نظراً للحاجة المُلّحة له. موضحاً: “في مشفى جاسم يوجد جهاز وحيد وجديد لغسل الكلى، لكن يجب أن يتواجد أكثر من جهاز للبدء بعملية غسيل الكلى، لذلك يجب شراء نفس الماركة من نفس الوكيل”.

ثمّن جميع الأهالي من أبناء المدينة والمنطقة، الذين تحدّثت إليهم الشبكة الخطوة العملية لإعادة تشغيل قسم غسيل الكلى في مشفى جاسم، وتحسين الخدمات في المشفى بشكلٍ عام. وأثنوا على التضامن المجتمعي، وأهمية دعم هذا المشروع الذي يرعى فئة من المرضى المحتاجين لهذه الخدمة. وتحدث بعضهم أن الواقع يفرض هذه الحملات، وليس أمام الأهالي في ظل غياب دعم المنظمات والحكومة سوى هذه الحلول للتخفيف من وطأة معاناتهم اليومية.

AD 4nXfn94QD7M SQdCepHX5zR1j3dBWPucOabb0SWjHVyEyiVJO SkKgta7jRHSEN4uVKd262XfHRkfZdq0atr9nn2U5BAPcOBHk9jPaYkhxy4s8jlzgeCdhp3vqrI5m IjcQj2QTB3FQuoKf1Ni9CAJ ssfJDX?key=KSBDFnCL0VG3CDZGgPt9aA
من اجتماع الأهالي ن جميع أنحاء الجيدور في مدينة جاسم

توسّع الحملة وتبرعات فردية ضخمة

مع الإقبال الكبير على التبرعات من ميسوريّ الحال داخل مدينة جاسم وفي دول الاغتراب، وكذلك توسّع الحملة لتشمل معظم مدن وبلدات منطقة الجيدور، وجمع مبالغ إضافية، توسّعت معها الآمال والتطلّعات، لتطوير خدمات أخرى في المشفى. يعلّق الدكتور الحلقي حول ذلك: “نظراً للتجاوب الممتاز من أهالي منطقة الجيدور فقد تقرر تطوير أمور أخرى في المشفى، مثل تأمين أجهزة طبية أخرى لتقديم خدمات طبية هامة جداً، سيتم تحديدها لاحقا بالتشاور مع لجنة أهلية تمثّل كل منطقة الجيدور وأصحاب الاختصاص”. 

وأوضح بأن التجاوب كان ممتازاً من المدن والبلدات التي تم التواصل معها، وكذلك قامت بعض القرى بمبادرة خاصة بالانضمام إلى حملة فزعة المشفى، لأن هذه القرى يستفيد أهلها من خدمات المشفى. كما أكد أن هناك لجنة الفزعة زارت الشركة المستوردة لجهاز غسيل الكلى الأول، واتفقوا معهم على شراء ثلاث أجهزة وهي في طريقها للشحن والاستيراد من خارج البلاد. وتم تشكيل لجنة فنية من مهندسي أجهزة طبية وأطباء وأعضاء من اللجنة، وتجري المناقشات معهم على عملية شراء باقي الأجهزة وأهمها جهاز التنظير الجراحي.

ونقل مراسل درعا 24 بأن هناك تبرعات فردية لها ثقلها، فمع بدء الحملة ووصولها إلى بلدة نمر، تبّرع السيّد “سمير النصار، أبو يوسف” من بلدة نمر بمبلغ 250 مليون ليرة سورية، لصالح المشفى. وكذلك تبرع بعده بساعات السيّد “جمال طه السهو، أبو خالد” من مدينة جاسم، بمبلغ 225 مليون ليرة سورية، وأشار المراسل بأن كل مبلغ من هذه المبالغ يكفي وحده لشراء جهاز لغسيل الكلى، الذي كان هدف الحملة الأول.

AD 4nXcu57CsCblsl2ZC4n0Ows0Y iyt9F Tq1d2211DIYVxfhRT30EBX tna0ZnWR dp9f2xq PIGZ55fx CO5H6nFn5NXshx4SuLdqwU7Ax0HySkedmaHXA12G8yXmoEvZ bd40YB Mkv1vn2OjaoVP5GXdyg2?key=KSBDFnCL0VG3CDZGgPt9aA
وصل تبرع السيّد سمير النصار من بلدة نمر

انتهت الحملة في غالبية مناطق الجيدور، وما تزال في بعضها الآخر، ويتم عرض أرقام التبرعات حالياً، وكذلك سيتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي نقل كل نشاطات الحملة، ونشر كل حركات الشراء التي تتم وجلب وتركيب الأجهزة والخدمات المقدمة للأهالي، وفق ما أكده القائمون على الحملة. 

تشكل حملة “كُن بلسماً” جزءاً من جهود مجتمعية واسعة ومتواصلة في مدن وبلدات محافظة درعا، تهدف لتحسين الأوضاع الصحية والخدمية، وهي ليست الأولى من نوعها في مدينة جاسم أو في المحافظة عموماً. ففي جاسم، شهدت البلدة العديد من المبادرات، مثل “حملة سقيا الماء” والتي تم فيها جمع تبرعات لتحسين واقع مياه الشرب. وفي مدينة الحراك شرقي درعا، عملت الجهود الأهلية على جمع تبرعات وحققت بالفعل إعادة بناء وتأهيل مشفى هناك دُمّرتْ بفعل قصف روسي في العام 2018، ودخلت بالخدمة منذ أشهر. لتبقى كل هذه الجهود شاهداً على أمل الأهالي في تحسين واقعهم اليومي رغم كل الظروف الأمنية والخدمية الغاية في السوء التي تحيط بهم.

الرابط: https://daraa24.org/?p=45464

موضوعات ذات صلة