اسعار بعض المواد خربة غزالة

تشهد كافة الأسواق في محافظة درعا ارتفاعاً غير مسبوق للأسعار، ولاسيما أسعار المواد الغذائية والألبان ومشتقاتها، في وقت يشهد فيه الدخل للغالبية العظمى من السكان تدنياً كبيراً، وخصوصاً العاملين في القطاع العام، لاعتمادهم على الرواتب، التي تعاني من التآكل بشكل مستمر، فقد سبّب ارتفاع الأسعار حالةً من الاستياء لدى غالبية الأهالي في محافظة درعا، إذ أن الأعباء الاقتصادية (فقر، بطالة، غلاء الأسعار…..) تثقل كاهل المواطن.

في الوقت الذي تغيب فيه الحكومة عن مواجهة مشكلة ارتفاع الأسعار، وغياب قدرتها على توسيع دائرة المواد المدعومة لحماية القدرة الشرائية للمواطن، نجد أن هناك قصور في أداء الفعاليات الأخرى، في مواجهة هذه الظاهرة، فكل بائع يطلب السعر الذي يناسبه.

وتتلقى درعا 24 عبر بريد صفحتها على فيس بوك عشرات الرسائل من المواطنين، يشتكون فيها من أسعار السلع التي تتغير بشكل شبه يومي تقريباً، حيث أن التجار والبائعون يتحكمون بالأسعار وفق اهوائهم، ويستغلون حاجة المواطنين لشراء تلك المواد، وهذا ما أثّر في حجم القوة الشرائية للأفراد التي باتت تتناقص بشكل ملحوظ.

الأمين العام للأمم المتحدة: تتضاعف معاناة السوريين مع الانهيار الاقتصادي والفقر

توفير الطعام همّ ثقيل

إن سلسلة الأزمات التي تمر بها شريحة واسعة من أهالي محافظة درعا زادت من معاناتهم، وانعكست على القدرة الشرائية وبالتالي حجم مشترياتهم الأساسية، التي وصلت الى الحضيض، ويبرر عدد من التجار أن سبب الزيادة ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية، الذي انعكس سلباً على الأسواق، ولم تقتصر زيادة الأسعار على المواد المستوردة، بل تعدى ذلك إلى المواد ذات الإنتاج المحلي.

(أبو سامر 55 عاماً) وهو رب لأسرة مكونة من خمسة افراد يقول لمراسلة درعا 24: “لم تعد تمتلك الناس سيولة لشراء الحاجيات اليومية، فدخل الاسرة التهمه ارتفاع الأسعار، ولم يعد هناك أي قيمة للعملة المحلية، وإن الأهالي يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، بسبب حالة عدم الاستقرار، نتيجة الارتفاعات المتزايدة في الأسعار.

 ويضيف بأنّ ثمن وجبة غداء يومية لخمسة أشخاص كانت سابقا تتراوح بين الـ 25 و30 ألف ليرة سورية، أما الآن بعد الارتفاع الذي تشهده أغلب المواد، وصلت تكلفة وجبة واحدة من الغداء اليومي لـ 50 الف ليرة سورية، وهو ما يعادل أكثر من نصف راتب الموظف الحكومي، وقد وصف هذا الوضع بالكارثي، وأنه إذا بقيت الأمور تسير بهذا الاتجاه، فإنها تنذر بانزلاق الأغلبية العظمى من السكان عتبة الفقر المدقع. إذ أن توفير القوت اليومي للأسرة بات هما ثقيلا حائما بقوة على ‏صدور كثير من المواطنين.

الدخان الوطني مقطوع من الأسواق، فهل يتم تحويله على البطاقة الذكية أيضاً؟

تدني القدرة الشرائية

 ‏يواجه أغلب الأهالي في محافظة درعا عجزاً في توفير الحاجات الغذائية والأساسية بالشكل الكامل، ويلجأ الكثير منهم ‏للاكتفاء بالحد الأدنى من المواد الغذائية، وذلك لأنه لم يعد بإمكان المواطن شراء المواد الغذائية بالشكل الكامل، لأن ثمنها يفوق قدرته الشرائية، مما اضطرهم للشراء بالتجزئة، تماشياً مع الحال الراهن، وتعتبر هذه الطريقة أحد الطرق ‏التي يلجأ اليها أغلب المستهلكين في الآونة الأخيرة، لمواجهة غلاء الأسعار الفاحش.

 ‏‏أبو إبراهيم صاحب محل يوضح أنه يعمل على تجزئة العديد من المواد الغذائية كالسكر والشاي والقهوة والبقوليات وغيرها من المواد، إلى أوزان متنوعة (حتى أن البيض بات يباع بالبيضة)، وذلك بعد أن لاحظ تزايد إقبال الناس بشكل كبير على شراء كافة المواد بالتجزئة، وأنه عن طريق ذلك يتمكن المواطن من شراء ما يريد وفقا لقدرته الشرائية.

التكافل الاجتماعي في أبهى صوره في درعا

ركود في الأسواق

 ‏وفقا للعديد من التجار بالمحافظة، تسيطر حالة من الركود على أسواق محافظة درعا، ويؤكد صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية، أن سوق المواد الغذائية يعاني من حالة من الركود، نظراً لعدم استقرار الأسعار الذي قيد الحركة الشرائية ‏لدى المواطن، مشيراً إلى أنّ حركة البيع اقتصرت على ميسوري الحال، وأن المبيعات انخفضت بمعدل الثلث، قياساً لما كانت عليه سابقاً.

 ‏(أم بلال ربة أسرة مكوّنة من 6 أفراد) تقول: إن ارتفاع الأسعار الفاحش حدّ من قدرتها الشرائية ‏بشكل كبير، لذلك هي تنتظر أن تستقر الأسعار قليلاً، حتى تتمكن من شراء بعض المستلزمات الضرورية، لأن حالة الغلاء التي طالت مختلف الأسعار زادت الأمور سوءاً، فكافة المواد التموينية بالإضافة إلى الدواجن واللحوم والبيض ‏شهدت ارتفاعاً كبيراً، مما أثّر سلباً على المستوى المعيشي لأسرتها، وباتت غير قادرة على تأمين احتياجاتها.

 ‏هذا وتعاني محافظة درعا من عدم توفر فرص عمل كافية لتحسين الدخل بالنسبة للأفراد، في وقت باتت تضيق به سبل الحياة بالنسبة للمواطن. في ظل محاولة الحكومة البحث عن تبريرات بدلاً من إيجاد حلول، حيث يتبع المسؤولون دائماً أسلوب تعليق المشكلة على الضغوط الخارجية والعقوبات الأوروبية والأمريكية، ومؤخراً على الحرب الروسية الأوكرانية.

الرابط القصير: https://daraa24.org/?p=18649

Similar Posts